خليني ساكتة ١٦٠ - ١٦٠ حلقة من الحكي.. خليني ساكتة!

انقسام عمودي.. تخوين.. انعدام افق.. غياب الحلول.. تهديد ووعيد.. والكتير كتير من القهر

هيدا هو واقع البلد اليوم، اللي وصلنا له بهمة طبقة حاكمة فاشلة فاسدة رجعت جددت لحالها بقانون انتخاب مشوه متل ممارساتها العابقة بالتلاعب والاحتيال.

لا هيدي الطبقة ما جددت لحالها، هيدا الطبقة جدد لها شعب خانع ومسير منساق ورا زعيمه، عنده من الجرأة يطلع يتمسخر ويعاتب نواب الهم كم شهر بمجلس من الديناصورات، بس ما بيسترجي يفتح تمه ويعاتب زعيم من زعمائه بكلمة، وتاني يوم بده يطلع يعتذر ويتلي فعل الندامة.

هيدي الحلقة رقم ١٦٠، وتحديدا هي الحلقة بمناسبة مرور ٣ سنين على خليني ساكتة، ١٦٠ حلقة من القهر والوجع، فيها كتير ابتسامات نابعة من حرقة قلب على بلد ترسخ مرض بقلبنا.

مرض بخلينا نشوف الموت والقهر كل يوم واذا عنا فرصة نفل نحس كإنهم عم يبتروا لنا جزء من جسمنا، مرض بخلي اللي عايش برا يجي ياخد نفس لكم يوم هون وكل حديثه بدور كيف ممكن الواحد يلاقي طريقة يتحايل فيها على العيشة هون.

كنا نحن وصغار يقولوا لنا بكرا احلى، كبرنا ولقينا انه بكرا لازم نحسب له الف حساب ونخاف من شو مخبي لنا

خليني ساكتة بلش قبل ١٧ تشرين بحوالي ٦ اسابيع، وكان صرخة ضد القهر اليومي ومن وقتها كل ما هو الوضع لورا، اليوم الاحلى ما مبين له ضو، والأسوأ انه الكل واعدنا بالاسوأ. الوضع تحديدا رضينا بالهم والهم ما راضي فينا، بعدهم قاعدين على كراسيهم وعم يلعبوا فينا كل واحد بيحمل شعار وبكبه على الفريق اللي بوجه وجمهوره بزقف. حقوق المسيحيين بشوط الطابة يتلقفها تعطيل القضاء بمرر للهيركات وبسدد على الكهربا من كهربا مباشرة على السلاح غير الشرعي من بعده ترسيم الحدود البحرية، فاحتلال المختارة الى السيادة والاستقلال فالعزة والكرامة.. والجماهير عم تهلل والشعب عم يغرق برمال متحركة من الاسعار الموتور البنزين الاكل غياب الدوا غياب الحليب غياب مقومات الحياة.. لدرجة صار في طلب على المرضعات الطبيعية لسد حاجة الأطفال الرضع من الحليب.

وهيدا شي طبيعي مع غياب اي محاسبة لهالسلطة، لا الشعب بحاسب النايب ولا النايب بحاسب الوزير ولا المناصرين بحاسبوا الزعيم، بيقلب وليد بيك من حضن السيادة لحضن السيد بقوله عنه قلب وغير مواقف، والصهر المعجزة لما يفصل خطابه اتجاه حليفه قبل الانتخابات وبعد الانتخابات وقبل الاستحقاق الرئاسي وبعد الاستحقاق الرئاسي هيدا مش قلب هيدا تميز عن حليفه. اما الحكيم فزيح الاستراتيجية صاير عم يطول الا انه بتخلله بعض من ضربات التكيك من وقت لوقت ابرزها

"حز ب الله" وحلفاؤه هم مغارة علي بابا هيدا زيح الاستراتيجية اما زيح التكتيك بكمالة الجملة وبالتالي فهل من الممكن للحزب التخلي عن حلفائه ليتم الحوار معه؟ بالطبع لا وبالتالي يجب ألا نتحاور معه. يعني انا شخصيا التبست عليي الامور بهالتويت المضروب فيها التكتيك بالاستراتيجية، المشكلة وين يا حكيم بالحزب او بحلفائه؟

بالرغم من انه ايامنا متل بعضها، وعم يمرق الوقت وبدل ما نقدم لقدام منرجع لورا بس من الضروري كتير مرات نعلم التواريخ لان هيدي التواريخ بتسمح لنا ناخد نفس ويمكن نلتفت شوي من حولنا

بـ ٣ سنين من خليني ساكتة، كتير مرات وصل اليأس لحد ما قادرة اكتب، وحس شو ما قلت ما رح اعطي الوجع والقهر حقهم، وارجع قولهم متل ما عم يطلعوا معي، بس دايما عندي غصة اني ما عم اوصف كتير من السياسيين بالاوصاف اللي بتلبق لهم اكتر من انا عاطيتهم اياها، هيدا قرار شخصي مني بعدم الانجرار لمستوى الانحطاط اللي بليق فيهم.

نحن وصغار كانوا يعيطوا علينا اذا كذبنا واذا مدينا ايدنا على غرض مش النا ناكل اتلة، كبرنا لقينا الكذاب مسؤول والحرامي وزير والمجرم نايب والنصاب رئيس.

نحن وصغار كانوا يقولوا لنا اذا درستوا منيح واشتغلتوا بضمير بتوصلوا للي بدكم اياه طلعنا لقينا ابن الوزير مستثمر وابن النايب صاحب عقارات وابن الحاكم رجل اعمال وابن الحوت طيار.

وربينا انه نحن لبنانيين صنعنا الحرف وصدرنا الادمغة للخارج، كبرنا لقينا حالنا محاوطين بمجموعة من الصور القاتمة عن لبناني يسجن بتهمة التجسس، وواحد يعتقل بتنفيذ فتوى عمرها عشرات السنين، ومطلوبين من اف بي اي والمحاكم الدولية شي بتهمة التجارة بالسلاح وشي اغتيال شخصيات سياسية وشي تهرب ضريبي وشي تبييض اموال كلها على مساحة الوطن يدا بيد مع مجرمي ونصابين الداخل، بالتزامن مع تدهور تام بالمؤسسات التعليمية والاستشفائية وكمان الامنية، يعني ما بعرف من شو بدنا نحمي حالنا والاولادنا لنحمي.

على الهامش لفتني عتب فارس سعيد على مستشفى مسيحي ما قبل يستقبل مريضة مسيحية، والاهم شكره لوزير الصحة على سعة صدره الوطنية باستقباله مريضة مسيحية بمستشفى رفيق الحريري الحكومي. وكمان لافتني كتير مستوى انعدام الاحساس عند لمبة لبنان ندى البستاني، بعتقد العونيين قبل ما يتبوؤا المرافق العامة بيعملوا دورة تمسحة، وانه اي نوع من المي بينزل عليك اعتبره شتي وابقى ماشي.. بس العتب مش عليهم العتب على شعب ما عنده ٢٤ دقيقة كهربا بالنهار، بينتخب ٣ وزراء كهربا سابقين وبعطيهم حصانات وفرص ليفوتوا عالتشريع من بعد نجاحهم الباهر بالوزارات.

ان شاء الله موت اذا عم كذب بس ٣ سنين مرقوا ونحن عم نرجع لورا لحد ما صرنا رح نضرب بالتاريخ وللاسف تاريخنا مش كتير احسن من حاضرنا وما بظن مستقبلنا اكثر اشراقا.. ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الخطابات السياسية رح تلعلع ورح يزيد ال tension بين المتنافرين وبين الحلفاء، وهيدا كله افلام محروقة، أفلام محروقة ممكن توصل لتحرق البلد عن بكرة أبيه بمناوشات او اكتر داخلية او مع العدو الاسرائيلي الغاشم. خصوصي مع ارتقاء الخلاف من سياسي لديني وتحول التنانتش الداخلي من الحكي بالسياسة والخطط الاقتصادية، لفتاوى وتكليفات مؤلهة ومنزهة

قد ما طلعوا ونزلوا بالخطابات نحن الشعب خلينا نتذكر منيح انه مين ما راح ومين ما اجا بهيدي المرحلة هو لعبة بيد المرشد الاعلى المحلي المكلف من الله بحمايتنا.. خليني ساكتة